تقوم هذه البطاريق برحلةٍ إلى المكان الذي سيتحقق فيه اللقاء الكبير
وقبل ذلك تكون قد تغذت جيدا وخزنت في حواصلها غذاء يكفي لرحلة مليئة بالعناء والتعب .. في الفترة من شهر يناير إلى مارس تستمر رحلتها أسابيع عديدة .. رحلة تقطعها هذه البطاريق
هذه الرحلة الشاقة هي بداية المصاعب التي تواجهها البطاريق والتضحيات التي تقوم بها من أجل صغارها... والصعوبة الأساسية ستبدأ بعد وضع الأنثى بيضها.. لأنه بعد أن تضع الأنثى بيضها بفترة قصيرة ...يهجم الشتاء ويكون ذلك في نهاية شهر مايو ..... الحرارة في أشهر الشتاء تنخفض إلى الخمسين تحت الصفر .... تهب الرياح حاملةً الثلج والبرد بسرعة 120-160كيلو مترًا في الساعة.
وتوكل مهمة حضن البيض للذكور المضحية. تحمل ذكور البطريق البيوض على قدميها لتحميها من البرد...أرياشها الثخينة تحمي البيوض من البرد. وهذه تضحية زوجية من الذكر للأنثى .. سيتحمل فيها برد الشتاء القارص .. والإنتظار لمدة أربعة أشهر بدون أكل .. مكلف بحماية وحفظ البيضة بين قدمية وعدم وقوعها على الأرض الباردة جدا .. فلو وقعت البيضة على الأرض لتجمدت فورًا... ولهذ ا السبب تقوم ذكور البطريق بسلوكٍ دقيقٍ جدًا
التضحية التي تقوم بها تجتاز حدود الخيال... فالبطاريق لا تتغذي أبدًا طوال أربعة أشهر ولا تدع البيوض تصل إلى الأرض لحظة واحدة بل تبقى واقفة لأجلها على الدوام.
فسبحان الخالق الواهب للرحمة في قلوبها !!!
تصطف البطاريق على شكل دوائر لتحتمي من الرياح القارسة.
[size=12]وبمجرد إشباع ذكور البطريق ترجع إلى العش وتتابع تربية الصغار مع البطريق الأم. وتستمر الذكور في هذه الدورة ذهابا وإيابا.. لتخزين الطعام في حاوصلها وتغذية الصغار .. خلالها تنمو صغار البطريق وتصل إلى حجم
[center]حتى يكبر ذلكم الصغير ويصبح فردا فاعلا في بناء مجتمع .. متماسك مترابط .. يبدأ حياة جديدة تدور فيها الدورة كاكلة وأجيال تأتي وأجيال تذهب لتبني من جديد